13‏/01‏/2011

دمعة ملاك


الدمعة قالت في ألم
يا عين مالك تحبسيني
قد كان عهدي سابقًا
في كل ذكرى تذرفيني
والآن أحيا مقيدة
أبغي الخروج فتسجنيني
أنا كل ذكرى أظنها
هي فرصتي كي تتركيني
فأقف ببابك طالبة
منكِ الخلاص فتقهريني
أنا قد سئمت من البقاء
أرجوكِ هيا أسقطيني
أنا لست أهلاً للوفاء
لا تغضبي مني اعذريني
لكني لا أهوى العناد
ما ضرُّكِ لو تُطلقيني
العين قالت في شجن
يا دمعة ما لك تنهريني
أنا قائمة على حفظ عهدي
أنا صامدة فلِمَ تليني؟
قالت: سئمت من الصمود
أنا لِنْتُ هيّا أخرجيني
قلت اهدئي يا دمعتي
فأنا حفظتك من سنينِ
وفرشت تحتكِ مقلتي
والظل كان من الجفونِ
كم كنت أقهر رغبتي
أصبر عليكِ وتحرقيني
يا دمعة كنتِ في الصغر
دومًا تسيلي ولا تهوني
قالت: نعم، أنا ذاكرة
وهذا عهدي إذ يروني
على الخدود سائرة
أيدي الأحبة يُكفكفوني
أوليس هذا ما يكون؟!
فقلت: أنتِ تُضحكيني
هذا الزمانُ لقد مضى
لا تطلبيه فتجرحيني
حين يراكِ أحبتي
وعيونهم يستضعفوني
أو حين يبصركِ العوازل
وأرى الشماتة في العيونِ
لم يعجب الدمعة الحديث
وقالت: صدقًا أخبريني
إن سِلْتُ في يومِ الفرح
الناس قد يستعجبوني
لكنكِ وقت الأسى
هل يكتمل حزنك بدوني؟
إن كنت تحين الألم
فالألم يبدو من غضوني
هل تنكري ذلك يا عين!!
هيا أجيبي أخبريني؟؟
قالت بصوت خاشع
فيه من الألم الدفينِ
خوفي عليكِ دمعتي
بالله لا تستصرخيني
أخشى زمانًا تجهلينه
إن تحي فيه ستكرهيني
أهون عليّ وقتها
قتلك بعيني فلا تكوني
أعلم بأنكِ صادقة
تبغين تخفيف الشجونِ
لكنني لا أحتمل
ذاك البكاء فأمهليني
فلربما يأتي الزمان
بما تبتغيه فتفقديني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق